حياة الشخص خلف الأسوار تختلف تمامًا عن خارجها، وتبدأ تلك التغيرات منذ لحظات الإعتقال الأولى فمع بداية حياة جديدة مجهولة الملامح معدومة الأنشطة تتملك مشاعر الخوف والحذر الشديدين من المعتقل وقد تصاحبه تلك الإضطرابات حتى بعد خروجه لو لم تُناقش مع متخصصين.
ونظرًا لما يعانيه المعتقلون السياسيون في سجون النظام من تعذيب و تنكيل وقتل بالبطيء وهو ما أقرته منظمات حقوقية دولية رغم إصرار النظام على نفي كل هذه الجرائم الموجهة إليه وادعائه الكاذب برعاية حقوق الإنسان فإن أغلب المعتقلين يعانون من إضطرابات نفسية شديدة حتى بعد خروجهم من المعتقل.
وقد يصاحب المعتقل بعد تجربة الإعتقال السيئة عدة إضطرابات منها القلق الدائم والإنعزال عن العالم وقد يشعر بتأنيب الضمير خاصةً إذا تعرض لتغيير رأيه نتيجة للتعذيب أو غير ذلك وقد لا تدوم إذا عُرض المعتقل بعد خروجه بإستمرار على متخصص نفسي.
وعلى الصعيد المهني فقد لا يستطيع المعتقل معاودة العمل واستكمال السعي إلا بعد فترة من الوقت.
وقدّم بعض المتخصصون عدة إرشادات هامة للمعتقل وأسرته لجتنب أي مضاعفات نفسية للشخص منها:
1. المكوث فترة داخل المنزل والاستماع للأسرة دون الحديث كثيرًا عن تجربة الاعتقال.
2. القيام بمهام بسيطة داخل المنزل كالتدريس للأبناء والحديث معهم.
3. القيام بزيارات عائلية بعد فترة من الخروج من المعتقل وليس مباشرةً.
4. من أهم احتياجات المعتقل بعد الخروج هي الحاجة للأمان والطعام والراحة والهدوء.
5. تقديم الإرشاد النفسي للمعتقل في حالة الصدمة والأزمة الكبيرة.
6. زيارة الطبيب لو كانت هناك عوارض مرض كنوبات البكاء والعصبية والصرع وفقدان الوعي وقلة النوم.
7. عدم استخدام لغة الوعظ كأن نقول له اصبر ولك ثواب.
8. البحث عن فرصة عمل جديدة.
9. عدم الإستعجال في العلاج والتأهيل.